الاثنين، 5 ديسمبر 2011

اليوم العظيم


منذ زمن بعيد كانت تلك الصورة وهذه السيرة 


المكان يعمه الظلام ،الناس في تشتت وغي ،شخص يسيطر على الجميع و يُخضعهم له،
يا إلهي لقد أصبح الملك على هذه البلدة ، أخذ يبطش بالشعب يقتل من يريد فلن يردعه أحد ،ويترك من يشاء فلن يسأله أحد ، هو المتصرف في مملكته كيف يشاء بيده الأمر والنهي .


في يوم من أيام تلك المملكة وفي قصر حاكمها الذي يخترقه النهر وُجِدَ طفل رضيع في تابوت ،رأته امراءة الحاكم فرغبت ببقائه بقصرها وأخبرت زوجها برغبتها ،وافق الحاكم على ذلك الأمر رغبةً بمنفعةٍ يحصل عليها عندما يكبر الرضيع أو يتخذه ولدا له وهو الحاكم الراغب باستمرار ملكه بذريته حتى بعد وفاته .


كبر الرضيع، وأصبح شابا يافعا قويا ،حدثت له مشكلة ببلده وخشي على نفسه القتل من الملك ففر هاربا من تلك البلاد .
وصل الشاب القوي إلى بلدة غريبة عليه لا يعرف أهلها ،عمل بالرعي في تلك البلدة عشر سنين ،كانت عبارة له عن دورة في الصبر والتحمل ،تزوج خلالها بابنة الرجل الذي استخدمه بالرعي ،بعد تلك السنين أشتاق الرجل لرؤية مملكته وأهله، فأخذ زوجته وغادر مخترقا الصحراء ليصل للمملكة متحملا المشقة والبرد وظلمة الليل البهيم .


رأى  من بعيد ضوء ،رغب بأن يقتبس منه ،فطلب من أهله المكوث حتى يعلم خبر الضوء. ولكن حينما وصل للضوء رأى عجبا .
وفي خضم استعجابه ناده الرب وأراه من المعجزات مطمأن له قلبه .ثم أرسله لذلك الملك الذي تجبر وطغى وقال "أنا ربكم الأعلى " .
تقابل موسى مع فرعون وأراه الآيات في يوم مشهود حضره الناس والسحرة ،فهزمت جحافل الباطل أمام قوة الحق المؤيد بنصر الله ،وكانت المفاجأة  أن أمن المنافسون .


اشتد غضب الحاكم وزمجر ،وصف جنده وأرعد ،ولكن سحابته لم تمطر .
هرب موسى مع من أمن وصدق ،وتبعه فرعون حين أشرق ،والجميع ميمما نحو الشط ، قابل موسى البحر وفرعون خلفه يزأر ،صاح المؤمنون إنا لمدركون ،أتى الجواب اليقيني القاطع "كلا إن  معي ربي سيهدين " .


أتى الوحي بأمر ضَرب البحر ، فُلق البحر بعد الضرب ، كالطود كان الفلق ،عبر الضارب مع الأتباع ،فلحقه فرعون مع الأشياع .
وعندما أخِر مؤمن لشطِ عبر،و أخِر كافر من الجيش للبحر دخل ، أتى أمر الله بإغراق فرعون ومن معه ، فنجا موسى ومن أتبعه .
وكانت النجاة في العاشر من شهر الله المحرم ،فصامته اليهود فرحا بذلك ،ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك قال : "نحن أولى بموسى منهم " .
فرغَّب الرسول بصيامه، فصام ذلك اليوم "وقال لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر ".


أخر شيء


عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال : إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . رواه مسلم

دمتم بحفظ الله
مستور العبدالله

هناك تعليقان (2):

  1. في قصة موسى عليه السلام يتجلى اسم الله المهيمن فتتجلى هيمنته على النهر فغير طبيعته التي هي الاغراق فرمى التابوت على شطه -وهيمنته على قلب فرعون فقبل موسى ومن قبل كان يقتل الذكور -وهيمنته على البحر حين ضربه موسى بالعصى فغير مساره بدل ان يمشي بشكل افقي صار يمشي راسيا لينجي الله موسى عليه السلام فسبحان الله "والله غالب على امره لكن اكثر الناس لايعلمون"

    ردحذف
  2. مستور العبدالله31 ديسمبر 2011 في 8:40 م

    شكرا على الإضافة الرائعة التي كتبتها .

    جزاك المولى خيرا .

    دمت بعافية

    ردحذف