الخميس، 9 فبراير 2012

ليلة في المخبز


قد تكون هذه من المقالات الخنفشارية المنتشرة هذه الأيام، فمنها ماهو 


حسن النية ومنها ما كان كاتبه سيء الطوية، يتهافت إليهِ الغوغائية 


كتهافت الذباب على اللحمة المشوية فأسأل الله حسن المطية وأعوذ به من الرزية .



زرت البارحة صديقا قريبا إلى قلبي ولعلاقتنا ما يربو على ثلاث عشرة 


سنة، وهو يعمل في مخبز،وقد مكثت عنده بالمخبز قريبا من الأربع ساعات.


فكان يحدثني عن بعض المواقف التي تحدث معه وكان منها هتان القصتان:


دخل رجل المخبز يريد شراء صامولي بريال وكان من عادة الخباز أن 


يوزع الخبز و الصامولي بعد خروجه من الفرن بالأكياس ليكون جاهزا للزبائن .


 فقال له الخباز :دونك الطبلية خذ منها الطلبية.


ذهب الرجل إلى الطبلية وأخذ ينظر إلى الأكياس ثم فتح الكيس الأول 


وأخذ يقلب بالصامولي فأخذ منه حبة ثم فتح الكيس الثاني وقلب به ولم 


يأخذ شيء ثم فتح الكيس الثالث وهكذا أخذ يفتح الأكياس ويقلب بالصامولي ويأخذ من هذا ويترك هذا وأنا أتأمل بتعبير وجهه وكأني به يحدث نفسه ويقول "إني أرى صموليا قد نضج وحان قضمهُ" 


قياسا على مقولة الحجاج لأهل العراق حينما ولي عليهم  
"إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها ". 


وهذا المقولة كم تمنيت أن اسمعها من وزير الداخلية يقولها للروافض 
وللكتاب الذين يتعدون على الذات الإلهية أو على أطهر البشرية صلى الله عليه وسلم أو من يحاول تغيير الدين بكتاباته لكي تتوافق مع غرائزه الحيوانية .


وإذ بصوت قادم يقطع على الزبون انسجامه وعلي تأملي به وإذ به 


صوت الخباز يخاطب الزبون قائلا : يأخي لماذا تفتح جميع الأكياس 


وتقلب ما بها ؟ فجميع ما بها توائم في الأصل سيامية ولكنها  
فصلت بالشتاء ولم نحتج أن ننتظر الربيع - الذي ألهاه عن كل مكرمة انشغاله بفصل ما كان موصولوا- .


الزبون : من قال أن كل التوائم متشابهين؟ أنا أبحث عن الصامولي الذي 
يسرني منظره -فنحن قومٌ تأكل أعيننا قبل بطوننا- وأبحث عن الممتلئ 
الذي يُشبعني بأقل لُقيماتٍ أكلها- فذكرني كلامهبالخونة الذين يشرفون على فتح مظاريف المناقصات الحكومية-. 


الخباز: ولكن فتحك لجميع الأكياس ولمسك الصامولي لا يرضي الزبائن 
الآخرين لأنهم لا يعلمون أين كانت يدك وما مدا نظافتها ،فأرجو أن 


تحترم شعور الآخرين ورغباتهم فحريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين.


أطرق الزبون ملياً وأخذ مراده ورتب ما بعثره وأعتذر عن سوء فعله ورحل.


ثم دخل شابٌ قد اشتد عُوده وأخذ مراده من الخبز وحينما هم بالرحيل 


قال مخاطبا الخباز: يا أخي خبزك طعمه رائع لا يسبب لي شيئاً من 


الحرقان ويأكل منه والدي فلا يسبب له ارتفاعا بالضغط وتأكل منه 


والدتي فلا يسبب لها ارتفاع بالسكر. فما السر ؟


قال الخباز: لا يوجد سر ولكنني لا أضيف على عجينة الخبز سكر أوملح كما يفعل معظم الخبازين.


فتأملت الخبازين فإذا هم مثل الكتاب منهم من يرفع الضغط ومنهم من 


يرفع السكر ومنهم من يسبب لك الحرقان ولا يكاد يسلم منهم إلى من كان 


كلامه موافق للهديين الكتاب والسنة .


وبعد طول مكوث وتشعبٍ بالسوالف وتأملات وشطحات بالفكر واحتساء 


للعدني حانت ساعة مغادرتي فتوادعنا إلى لقاء إذا كنا من أهل هذه البسيطة .


* القصتان حقيقيتان والتأملات خيالية دمجتهما بطريقة حلمنتيشية.


إهداء إلى أبنك أصيل والإهداء موصول لك على هذا الرابط 
http://www.youtube.com/watch?v=jwfqqfI8WfA




أخر شيء 


السعادة لا يمكن أن تكون في المال أو القوة أو السلطة ، بل هي في ماذا 


نفعل بالمال والقوة والسلطة.

هناك 8 تعليقات:

  1. اعجبني ما تم دمجه

    بعد كذا احذر منك ما كنت اعرف المدونه

    اهم شي عجبك الشاي العدني والا لا

    وحياك الله بالمخبز المتواضع

    شكرا ع الاهداء

    ردحذف
  2. مستور العبدالله10 فبراير 2012 في 12:51 ص

    مرحبا أبو أصيل

    شرفتني بالزيارة

    لا تخاف سرك في بير

    أما الشاهي العدني فهذا إلى الأن جالس أمخمخ عليه من امس .

    دمت بود

    ردحذف
  3. القادم من كوكب آخر11 فبراير 2012 في 12:38 م

    السلام عليكم استاذ مستور
    كالعادة رائع في طرحك
    المحلى بتخيلاتك الخنفشارية
    ولا ادري اهو الجوع ام الموضوع الذي جعلني اشتم رائحة الخبز المسيلة للعاب والآخذه بالالباب
    شكرا استاذي

    ردحذف
  4. مستور العبدالله11 فبراير 2012 في 1:45 م

    اهلا ايها القادم من الكوكب المجاور

    متأكد أنه لايوجد لديكم خبزا كهذا فأهلا بك في الارض ومتأكد أنك ستتذوقه يوما ولكن سيكون خالي من الخنفشارية.

    دمت بخير

    ردحذف
  5. ابو فيروووووووز20 فبراير 2012 في 2:22 م

    يالبي قلبك انت والخباز

    الله يسعده الخباز فكر بالغير دون نفسه ياسلام

    وين محله يادكتور دلني عليه

    طرررررررح جدا رااااااااااااائع بالتوفيق

    وثابر فالحياه قصص وتجارب تجعل منا صناع للكتب

    بالتوفيق

    ردحذف
  6. مستور العبدالله23 فبراير 2012 في 7:08 م

    مرحبا أبو فيروز

    تسلم ياغالي

    إن شاء الله أوريك إياه يوم ،تراه بالحرة الشرقية .

    ردحذف
  7. جميل جداً

    ردحذف
  8. مستور العبدالله29 فبراير 2012 في 7:52 م

    مرحبا بك في بلدك الثاني .

    الجميل مرورك - وليس الشرطة :)

    والأجمل تعليقك .

    دمت بخير

    ردحذف