الأحد، 18 سبتمبر 2011

القراءة والسيادة

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال سبق وأن نشرته في أحد المواقع وأعيده هنا لأن مدونتي أولى به .
حينما اُنزل الوحي
على الرسول صلى الله عليه وسلم كان أول ما نزل هي } إقراء باسم ربك الذي خلق { فأخذ الرسول ما نزل به الوحي ونشره بين الثقلين فأصبح القرآن هو دستور أمة ، وأصبح للقراءة أهمية عظمى من ذلك الوقت فكانت هي من الركائز الأساسية لبناء حضارة ونشر ثقافة ...

فحينما رجع الرسول من غزوة بدر ومعه سبعين من المشركين أسرى، جعل من شروط فك اسر بعضهم أن يعلم عشراً من أبناء الصحابة القراءة والكتابة إيمانا بأهميتها . وإن مما يصيب القلب في كمدٍ أننا نجد في هذا الزمان أُناساً من أرباب العلم وحراس الثقافة من المعلمين عازفين عن القراءة هاربين منها .

وإني لأستعجب، كيف يُعلِمُ من لا يتعلم ويطور نفسه باستمرار ؟ وقد أظهرت الدراسات أن حوالي 70% من المعلومات التي يتعلّمها الإنسان، ترد إليه عن طريق القراءة. أما الباقي، فيتعلّمه بالبحث والسؤال والتأمّل، والاستماع، والربط، والاستنتاج، واستنباط المعرفة والتجربة. وغير ذلك من المواقف الحياتية المختلفة .

إننا في هذا الزمان أحوج ما نكون إلى جيل قارئ، لكي نغير من فكر المجتمع وثقافته للأفضل وبذلك نسود العالم خاصة أننا نملك الركيزة الأولى لبناء الحضارة وهي الدين الحق ، قال فولتير : ( سُئلت عمن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت : الذين يعرفون كيف يقرؤون) وإنك -في الغالب الأعم -لن تجد شخصا سطع نجمه دون أن يقرأ ويجعلها عادة يومية لا هواية .

إن غرس حب القراءة فـي نفس الطفل ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب فـي نفس الطفل، فإن أنت علمت أولادك كيف يحبون القراءة، فإنك تكون قد وهبتهم هدية سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر، وأهتم قبلها بجعل الأم أن تكون قارئة وقد قال الشاعر في قصيدة مترجمة بعنوان ( الأم القارئة ) :

قد تكون لديك ثروة حقيقية مخفاة ، عِلب جـواهـــر وصنـاديــق ذهــب
لكنـك أغنـى مـني لــن تكــون لأن لــي أمــاً تقـــرأ لــي

فلِكي تقرأ اختر كتابك بعناية ،واجعل لك عددا من الصفحات تقرئها يومياً لا تتنازل عنها أبدا .


أخر شيء

من أجمل ما قيل في القراءة ما كتبته مؤسسة "سكوت فورسمان "تحت عنوان "سوف أغير العالم":

"سوف أغير العالم بطفلٍ في وقت ما، سوف أعطي هذا الطفل هدية لا تنتهي لذتها أبداً، هدية تجعل العالم بين يديه وتجعله أثرى وأغنى. هديتي هي القراءة التي سوف تفتح العينين وتوقظ الأحلام بالقصص التي تجعل الأطفال يشعرون وينمون ويفكرون. لا شيء يوقفني، ولن أسلو ذلك، لأن قلبي يعرف معنى القراءة، وأي قوة هي".

مستور حامد العبدالله
دمتم بود

هناك 3 تعليقات:

  1. مقال رائع استاذ مستور استمر

    ردحذف
  2. موضوع رائع

    ردحذف
  3. مستور العبدالله31 ديسمبر 2011 في 9:02 م

    أيها الرائع ببساطة شكرا على المرور والشرطة :)


    شكرا أبا رتاج .

    ردحذف