الجمعة، 6 يناير 2012

هكذا بدأت قصة الحب


قصه قصيرة رائعة بعنوان "هكذا بدأت قصة الحب "


أعجبتني صياغتها ومعانيها العميقة فأحببت أن اشارككم إيها


للشاعر سلطان الرواد  كتبها عام 2001


وحازت على جائزة أفضل قصه قصيرة


على مستوى جامعات الخليج العربي


أترككم معها




فى قديم الزمان


‏حيث لم يكن على الأرض بشر بعد


‏كانت ‏الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً


‏وتشعر بالملل الشديد


‏ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية


اقترح الإبداع لعبة
وأسماها الأستغماية
أو الغميمة


‏أحب الجميع ‏الفكرة
والكل بدأ يصرخ : ‏أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا ‏أن أبدأ


‏الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد


‏وأنتم ‏عليكم مباشرة الأختفاء


‏ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ


‏واحد , اثنين , ثلاثة


‏وبدأت الفضائل والرذائل ‏بالأختباء


‏وجدت ‏الرقه ‏مكاناً لنفسها فوق ‏القمر


‏وأخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة


‏وذهب ‏الولع ‏بين الغيوم


‏ومضى ‏الشوق ‏الى باطن الأرض


‏الكذب ‏قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة


ثم ‏توجه لقعر البحيرة
‏واستمر ‏الجنون :- ‏تسعة وسبعون , ‏ثمانون , واحد ‏وثمانون
‏خلال ذلك ..


‏أتمت كل الفضائل والرذائل ‏تخفيها
‏ماعدا ‏الحب
‏كعادته لم يكن ‏صاحب قرار وبالتالي لم يقرر ‏أين يختفي


‏وهذا غير مفاجيء ‏لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب ‏اخفاء الحب


‏تابع ‏الجنون :- ‏خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون


‏وعندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده الى :- المائة


‏قفز ‏الحب ‏وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها


‏فتح ‏الجنون ‏عينيه ‏وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ ‏إليكم , ‏أنا آتٍ إليكم


‏كان ‏الكسل ‏أول من ‏أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في ‏إخفاء نفسه


‏ثم ظهرت ‏الرقّه ‏المختفية في القمر


‏وبعدها خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس


‏واشار الجنون على ‏الشوق ‏ان يرجع من باطن الأرض


الجنون ‏وجدهم ‏جميعاً واحداً بعد الآخر


‏ماعدا ‏الحب


‏كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن ‏الحب


واقترب الحسد من الجنون , ‏حين اقترب منه ‏الحسد همس في أذن الجنون


قال :- ‏الحب ‏مختفاً بين شجيرة الورد


إلتقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في ‏طعن شجيرة ‏الورد بشكل طائش


‏ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب


‏ظهر ‏الحب من تحت شجيرة الورد ‏وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من ‏بين أصابعه


‏صاح ‏الجنون ‏نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بِك ؟


لقد افقدتك بصرك


‏ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟


‏أجابه ‏الحب :


 ‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي , لكن ‏لازال هناك ما تستطيع ‏فعله لأجلي


( كن دليلي )
‏وهذا ماحصل من يومها


يمضي ‏الحب ‏الأعمى ‏يقوده ‏الجنون .


انتهت القصة


أخر شيء 


"جميلٌ هو الحب بالرغم من أنه يبري الجسم إلا أنه يرهف الإحساس ويحسن اللفظ ولا يجعلك ترى إلا الأشياء


الجميلة في الوجود،   وأعظم حبٍ هو حبك لله وفي الله "    مستور العبدالله



هناك 6 تعليقات:

  1. القادم من كوكب آخر6 يناير 2012 في 7:55 م

    السلام عليكم,
    ما اعذبها من قصة...!!

    اصابني المقطع الاخير من الاقصوصة بالقشعريرة
    لا ادري لماذا !!

    اذا فالحب ليس فقط اعمى بل قائده مجنون كذلك

    وفقت باختيارها وشكرا

    ردحذف
  2. مستور العبدالله6 يناير 2012 في 8:12 م

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أهلا أيها القادم
    هل هذه القصة تنطبق على كوكبكم كما تنطبق على كوكبنا!

    إن أكثر مثال على هذه القصة هو مجنون ليلى

    والتاريخ متخم بالحِبِيبة.

    ردحذف
  3. ابو فيروووووووز6 يناير 2012 في 9:01 م

    اعتذر عن الاطاله يادكتور
    ونظرت الي موضوعك وجعلت قلبي يتنهد اسمع واقرء عن الحب لسان حالك يشعرك بروحانيه داخليه روحانية الحب
    فخاتمتك بالقصة اتعست الحب

    لكن مزجتها بالاخير بحب الله

    فااللهم اني اسئلك حبك وحب من يحبك

    ردحذف
  4. مستور العبدالله8 يناير 2012 في 12:07 ص

    اهلا بو فيروز

    هذه هي فلسفة الحب .

    ربنا يبعدك عن ناره .

    ردحذف
  5. رااااااااااائعة جدا
    حياتنا كلها قائمه على الحب :عبادتنا وعلافاتنا واعمالنا...الخ فكلماكان الحب اعمق واصدق كان اكثر عطاء

    ردحذف
  6. مستور العبدالله18 فبراير 2012 في 10:40 م

    لله درك

    لقد كتبت كلاما رائعا .

    ردحذف